فزااااع التميز
عدد الرسائل : 52 العمر : 43 الموقع : حر العمل/الترفيه : حر المزاج : حر نقاط : 127 تاريخ التسجيل : 19/08/2009
| موضوع: المعارك الصامتة الثلاثاء 08 سبتمبر 2009, 00:22 | |
| يؤكد كثير من المفكرين و التربويين و الحكماء أنّ أعنف و أشرس و أحسم المعارك هي تلك المعارك الصامتة التي يخوضها الإنسان داخله، بينه و بين خاصة نفسه، و إن شئت فقل أن أبعد شُقَّة، و أطول رحلة و أضناها و أخطرها، هي ذلك السفر الذي يذهب فيه الإنسان إلى دهاليز داخله، و يسبر فيه أغوار ذاته و يتأمل فيه تضاعيف نفسه و خصائصها و يستشف فيه سويداء قلبه و يستجلي أحوال فؤاده، و يتملَّى أشواق روحه، و يقف فيه على مكنونات و محددات عقله، و يعي طريقة تفكيره، و نظرته للكون و الإنسان و الحياة، و يتأكد من سلامة معتقده و صحة تدينه و جوهر تعبده... يمضي المُوَفَّق في هذا السفر، و ينزل ميدان تلكم المعركة، رائدا لا يَكذِب نفسه، مترفقا متدرجا متأنيا و لكن بحزم و عزم و صبر وإصرار و استشعار بالغ بخطورة المهمة، و جسامة الخطب و هول المطلع و متطلعا رامقا تباشير الفوز و أمارات النجاح و مراسم الانتصار الحقيقي و علامات السعادة السرمدية و صدق الله القائل بصيغة التقرير النهائي والتأكيد الشديد بعد أَحَدَ عَشَرَ قَسَمٍ بالشمس و الضحى و القمر و النهار و الليل و السماء و بنيانها و الأرض و طحوها و بالنفس و حسن تسويتها إلى أن ينزل الحكم و يُبتُّ في الأمر الجلل : "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" هكذا إذن، إنه قانون رباني و سنة إلهية ماضية في خلقه إلى يوم الدين... جفت الأقلام و طويت الصحف !
ألستم معي أن رمضان الخير... رمضان الفضيل... رمضان القرآن... رمضان ليلة القدر... من أحسن الفرص - إن لم يكن أحسنها طُرًّا - لوقفة مع النفس و لجلسة محارب و لحظة صدق مع الله كي ينظر كل واحد منا طامح للتغيير الإيجابي في أحوال رحلته و يوميات معركته الكبرى؟؟؟ بلى... بلى... أسمعكم تجيبون بلهفة و تفاعل... رمضان فرصة... رمضان تدريب بالمجان... رمضان محطة... رمضان مثابة... رمضان تجارة رابحة مع الله...رمضان موسم حصاد و ربح و غنيمة... رمضان تحفة... رمضان غذاء و سقاء و فاكهة... رمضان رَوْح و ريحان... رمضان هبة الوهاب الذي يكرم و يُتحِف و لو بغير سابق استحقاق... رمضان نفحة... رمضان لهفة الولهان... نجدة المغيث... سمر العاشق... لذة المناجاة... سمو الروح... صحة البدن... زكاة النفس...راحة القلب... رمضان رحمة... مغفرة... عتق... أجر... جائزة...
رمضان كذلك محكٌّ ينفي خبث النفوس كما ينفي الكير خبث الحديد... رمضان اختبار فضَّاح لكل متهاون متكاسل مستهزئ عابد لهواه... رمضان راغم أنوف قوم أدركوه و لم يستغلوا فرصته فلم يُغفر لهم... رمضان مبعد عن الله كل غافل متغافل فيه، متشاغل عنه... رمضان حارم للأجر كله لكل من حُرم الأجر أثناءه تكاسلا و استخفافا... نعم لقد أمّن على هذه الثلاثية الخطيرة و المفزعة (رغام الأنف و الإبعاد عن الله و حرمان الأجر كله) أمين الوحي و السماء، جبريل عليه السلام، مع أمين السماء و الأرض، محمد صلى الله عليه و سلم،كما في الصحيح !!!
مدار الأمر إذن ثنتان لا توسط بينهما، ربح عميم أو خسران مبين ! فوز و غفران و عتق أو فشل و غبن و ابتلاء كبير... هل أدركنا الصورة الآن يا أحبة... الأمر جلل و الخطب عظيم ... الفرصة كبيرة و المخاطرة جسيمة... الرجاء واسع فسيح و الخوف عميق سحيق... الأمل سائق و الرهبة دافعة... الجائزة محفزة و العقوبة مفزعة... ألستم معي يا أكارم أن هذا الأمر لا ينهض به و لا يقوم له إلا نية كبيرة و عزمة صادقة و همة عالية و عقدا ليس للشيطان فيه نصيب مكافئا لمدى صحة تصورنا و إدراكنا و إحساسنا بجميع أبعاد و معطيات و خصائص رمضان على نحو ما ذكرنا آنفا؟؟؟ ألا ترتجزون معي: ألا هِمَّة تباع فنشتريها؟ ===== فهذا العجز ما لا خير فيه !
ألا تتوجعون معي حين أُنشدكم و غداة أُسمعكم بيت أبي الطيب المؤثر اللاسع:
ولم أر في الدنى قط عيبا ===== كنقص القادرين على التمام !!!
أما و قد فعلتموها حقا و صدقا، فها هنا الإجابة: نعم هناك أسواق نافقة لبيع الهمم و بأثمان معقولة مدروسة مناسبة لكل الفئات الراغبة حقا في الإقتناء !!! لعل من أحسن و ألطف و أجمل هاتيك الأسواق هو برنامجنا الذي نرفأ ظِلاله، برنامج رمضان غيرني الذي جمع عشارية العلمية و الشرعية و الاحتساب و التحفيز و التأطير و الجو الأخوي و التدرج و حسن اختيار فرصة رمضان و الأخذ بأيدي كل الراغبين الجادين الطامحين إلى تغيير و تغير إيجابي و فتح آفاق رحبة نحو التحسن الدائم. دوننا إذن هذا الخير نغتنمه و ننشر شذاه و عبقه حيثما حللنا و أنىّ ارتحلنا.
حنانيكم يا أماجد، ماذا أزيد و ماذا أدع؟ أسائل نفسي و إياكم، فهل من مجيب؟ أستفهم و أستخبر فهل من خبر و فهم؟ أقدح الزناد فهل من مسعِّر؟ أحاور فهل من مثر؟ أستشكل و أحتار فهل من مغيث مشفق؟ 1. كيف كانت العشر الأوائل عندك و كيف كنت فيها يا أخي الكريم؟ 2. كيف همتك و نيتك و عزيمتك و تقلباتها أيام و ساعات بل و دقائق هذا الشهر الكريم؟ 3. ما حظك من موائد الخير في هذا الشهر (القرآن-الصلاة-الصيام-القيام-المناجاة-الصلة-فعل الخير-معالجة أمراض النفس-الصدقة-...)؟ 4. كيف تدير وقتك و تخطط لعملك و تباشر التنفيذ حتى الآن في هذا الشهر؟ 5. ما الذي ينبغي عليك فعله لتحسين و تطوير وترقية ما ورد في السؤال السابق لرفع مستوى أدائك و تعميق حسن الاستفادة فيما تبقى من الشهر؟ 6. هل خططت لليلة القدر؟ كيف ستستعدّ إذن لليلة عمرك أيها الإيجابي؟ 7. هل تتمنى أن يوفقك الله لسنة الاعتكاف؟ ما الذي ينبغي عليك لاقتناص ذلك التوفيق؟ 8. هل جربت أجر حجة و عمرة تامتين تامتين تامتين دون أن تزور مكة؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فهنيئا و إلا فلم لا يا طامحا للتغيير؟ 9. ما دور برنامج رمضان غيرني بالنسبة لك في كل ما سبق من تساؤلات؟ 10. أخيرا، أصارحك بكل حب و صدق و احترام و تعذرني و تصبر علي و تجيبني برحابة صدر: أخي إن لم تعزم على التغيير في رمضان و لم تحسم أمر اغتنامه و اهتبال فرصته، فقل لي بربك و بقداسة ما يجمعنا من الخير و الأخوة عبر هذا البرنامج، قل لي بربك متى سيكون التغيير إذن و متى سيكون الاغتنام؟ و كيف نربأ بأنفسنا أن ينالنا مصاب الثلاثية المفزعة و نأمن أن يكون رمضان شاهدا لنا لا شاهدا علينا لا قدر الله؟
وفقنا الله لكل خير مما اعجبني فنقلتة | |
|
امال الجزائرية
عدد الرسائل : 113 العمر : 35 الموقع : ///////////////////////////////////////////////// العمل/الترفيه : ///////////////////////////////////////////////// المزاج : ///////////////////////////////////////////////// نقاط : 193 تاريخ التسجيل : 23/08/2009
| موضوع: رد: المعارك الصامتة الأربعاء 09 سبتمبر 2009, 15:31 | |
| | |
|